تم استخدام العباءات الجراحية من قبل المتخصصين في المجال الطبي لأكثر من قرن من الزمان. على الرغم من أن هذه العباءات تعتبر عنصرًا أساسيًا في معدات الحماية اليوم، إلا أنها لم تستخدم بشكل روتيني في مهنة الجراحة حتى القرن العشرين . في الأيام الأولى للجراحة منذ آلاف السنين، لم يكن الجراحون يرتدون العباءات المتخصصة. غالبًا ما يتم إجراء الجراحة في بيئة غير معقمة، ولم يكن مفهوم مكافحة العدوى مفهومًا جيدًا. غالبًا ما يرتدي الجراحون ملابس عادية، والتي قد تكون قذرة وغير صحية.

شهد منتصف القرن التاسع عشر بداية التقدم الكبير في النظافة الجراحية. تحدث الطبيب المجري إجناز سيملفيس عن أهمية غسل اليدين للحد من انتشار العدوى المكتسبة من المستشفيات. بدأ الجراحون بارتداء المعاطف البيضاء للدلالة على النظافة وتمييز أنفسهم عن غيرهم من العاملين في المستشفى.

في أواخر القرن التاسع عشر، تم استخدام محاليل حمض الكربوليك لتعقيم الأدوات الجراحية والشقوق الجراحية والضمادات لمنع الغرغرينا وغيرها من الالتهابات، في أعقاب العمل الرائد لجوزيف ليستر. في عام 1867، نشر عددًا من المقالات حول "الممارسات الجراحية المضادة للميكروبات"، واصفًا هذه الإجراءات وشجع الجراحين على ارتداء قفازات نظيفة وغسل أيديهم قبل وبعد الجراحة. ومع ذلك، فإن العباءات الجراحية الطبية ومعدات الحماية الأخرى لم تصبح مستخدمة على نطاق واسع حتى وقت لاحق.

أوائل القرن العشرين: أكد تطور تقنيات التعقيم على الحاجة إلى العباءات الجراحية المعقمة. بدأ الجراحون بارتداء العباءات البيضاء للتأكيد على النظافة، لكن الجمع بين الإضاءة الساطعة والغرف البيضاء والملابس البيضاء تسبب في إجهاد أعين الجراحين والموظفين. ولهذا السبب، تم التخلي ببطء عن العباءات البيضاء والملابس الأخرى، وبدأت المستشفيات في استخدام العباءات بدرجات مختلفة من اللون الأخضر والأزرق. مع تطور العمليات الجراحية في القرن العشرين، شهدت العباءات الجراحية المزيد من الاستخدام والتحسين، ولكن النمو الأكبر في استخدامها لم يحدث حتى الثمانينيات. أدخلت إدارة السلامة والصحة المهنية (OSHA) قاعدة في عام 1991 لتقليل خطر إصابة العاملين في مجال الرعاية الصحية بالعدوى بمسببات الأمراض المنقولة بالدم. تطلبت هذه القاعدة من أصحاب العمل توفير معدات الحماية الشخصية المناسبة للعاملين في مجال الرعاية الصحية.

القرن الحادي والعشرون: تستمر تصاميم ومواد العباءات الجراحية في التطور. وتشمل الابتكارات العباءات ذات الطلاء المقاوم للماء، والخصائص المضادة للميكروبات، والأقمشة القابلة للتنفس.

طوال هذا التطور التاريخي، كان الهدف من استخدام العباءات الجراحية كمعدات حماية شخصية دائمًا هو حماية العاملين في المجال الطبي والمرضى من العدوى والحفاظ على بيئة جراحية معقمة. يعكس تطوير العباءات الجراحية الطلب المستمر على تحسين سلامة المرضى وفهم أهمية مكافحة العدوى في بيئة الرعاية الصحية.